في ليلة اختفى فيها النني .. الوصل يعزف سيمفونية الإهانة على أوتار الجزيرة

كتب: أحمد شريف

حسم فريق الوصل واحدة من أشرس مواجهات الموسم بانتصار مدوٍ وتاريخي على مضيفه الجزيرة، بخماسية دون رد، في مباراة لا تُنسى جمعت بينهما مساء اليوم ضمن الجولة العشرين من دوري أدنوك للمحترفين. اللقاء كان بمثابة إعلان صريح من “الإمبراطور” بأنه قادم بقوة، بعدما قدّم عرضاً استثنائياً، ضرب فيه الجزيرة في مقتل، وكتب فصلاً جديداً من الهيمنة الصفراء على واحد من أقوى خصومه.

الوصل دخل المواجهة بروح المنتصر قبل صافرة البداية، وفرض سطوته منذ اللحظة الأولى، فلم يمضِ سوى سبع دقائق حتى قص شريط الأهداف عبر المتألق جواو بيدرو، الذي لم يكتفِ بالافتتاح بل قاد العاصفة الهجومية التي لم تترك للجزيرة فرصة لالتقاط الأنفاس. وبدلاً من أن يعود أصحاب الأرض إلى أجواء اللقاء، وجدوا أنفسهم محاصرين داخل منطقتهم، تائهين أمام مد هجومي عاتٍ، ليُترجم الوصل تفوقه بالهدف الثاني عبر جوناتاس سانتوس في توقيت قاتل مع نهاية الشوط الأول.

دخل الشوط الثاني وقد بدا أن الجزيرة بلا حول ولا قوة، أمام إصرار الوصل على تمزيق الشباك، فعاد جواو بيدرو ليضرب من جديد في الدقيقة 64، ثم أطلق رصاصة الرحمة بالهدف الرابع في الدقيقة 73، مُحققاً “هاتريك” تاريخياً في واحدة من أجمل مبارياته. ولم تكن النهاية إلا توقيعاً أخيراً على ليلة الانهيار، حين أطلق البديل طحنون الزعابي قذيفة صاروخية من خارج المنطقة هزّت المدرجات في الدقيقة 80، ليُكمل بها اللوحة الفنية الخماسية.

بهذا الانتصار الكاسح، قفز الوصل إلى المركز الرابع بـ33 نقطة، معلناً عن نفسه كقوة لا يُستهان بها في سباق الكبار، فيما تجرّع الجزيرة مرارة هزيمة موجعة، جمدت رصيده عند 30 نقطة، وأطاحت به إلى المركز الخامس، في ليلة ستظل محفورة في ذاكرة جماهير الفريقين، عنوانها: “الوصـل يضـرب.. والجزيرة ينهار”.