الهاتف:
01225522706 - 01222224501 - 035570985
العنوان:
260 برج عباد الرحمن - الملك حفني اعلي بن الخشاب سيدي بشر بحري
كتب أحمد شريف
اقتراب اعتزال ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو هو لحظة تهز عرش كرة القدم، وتجعل القلوب ترتجف كأنها تُودّع فصلًا من الحلم الذي لا يُنسى. كيف سنرى الملاعب من دون خطوات ميسي السحرية؟ كيف ستصدح المدرجات من دون صيحات “سيو” التي زلزل بها رونالدو أرجاء العالم؟
هما ليسا مجرد لاعبين، بل أيقونتان خلدتا اسميهما بأحرف من ذهب. ميسي، صاحب السحر الذي لا ينتهي، ينسج بقدمه الحكايات كما ينسج الشِعر أعظم الأبيات. رونالدو، الجبل الذي لا يهتز، يغزو الملاعب وكأنها معارك تُكتب له فيها البطولات.
عقدان مرا كلمح البصر، حملت فيهما كل مباراة وعدًا بالإثارة وكل موسم لقبًا يُضاف إلى خزائن الأساطير. بينهما أرقام تحطمت، وأجيال ألهمت، وحكاية لا تُنسى كتبها اثنان لن يتكرر لهما مثيل.
اليوم، والزمن يقترب من نهايتهما، نشعر بثقل وداع قادم. لن تكون مجرد نهاية لاعبين، بل نهاية لحقبة كانت أشبه بمسرحية ملحمية. ميسي، الفتى الذي انطلق من أحياء روزاريو ليغزو العالم، ورونالدو، الطفل الذي تحدى كل الصعاب على شواطئ ماديرا ليُصبح الأعظم، سيتركان فراغًا في قلوبنا لن يملؤه أحد.
لكن رغم اقتراب غروب شمس مسيرتهما، سيبقى إرثهما خالدًا. سنحكي عن أهدافهما التي لا تُنسى، عن كراتهما الذهبية التي حملت لمعان الحلم، وعن الروح التي علّمتنا أن الحدود لا تُرسم إلا في الخيال.
فوداعًا، ليس وداعًا كاملًا. لأنكما ستبقيان جزءًا من الملاعب، من الشاشات، ومن كل قلب عشق كرة القدم. ومهما مرّ الزمن، ستظل ذكراكما شعلة تضيء درب الأجيال القادمة.